عرضت القناة الاسرائيلية الثانية تقريراً يتناول اوضاع العملاء من جيش لحد الفارين الى فلسطين المحتلة، وكيف تعاملهم قيادة العدو بخيانة تقديماتهم لها ابان احتلال جنوب لبنان.
فقبل عشرة أعوام شهدت بوابة فاطمة الحدودية مع فلسطين المحتلة سيلاً هارباً من العملاء الفارين تحت وطأة الاندحار الاسرائيلي من الجنوب اللبناني في تلك الأيام من عام 2000، لتتكشَّف أمام الملأ صورة التعاطي الاسرائيلي مع من كانوا في خدمة المحتل طوال أكثر من عقدين من السنين.
واليوم يسلط التلفزيون الاسرائيلي الضوء على ما يصفه بخيانة اسرائيل لعملائها وتخليها عنهم في أحلك الظروف.
ويقول نصيف حداد وهو عميل فار الى فلسطين المحتلة: "أخبروني بأن كل المواقع سقطت والجيش الاسرائيلي فرَّ الى اسرائيل.. فقلت لهم كيف يفرون وماذا بشأننا. ستفعلون بسياراتنا؟ فقالوا لنا لا تقلقوا نحن سنجلبها...كم كنَّا اغبياء عندما صدقنا ذلك".
وتناول نصيف حداد بغصَّة كبيرة رداءة الاهتمام الاسرائيلي بالعملاء والخدمات الضئيلة التي يتمَّ تقديمها لهم.
ويقول العميل الفار في هذا الاطار نصيف حداد: "ماذا قدمت لي اسرائيل؟...لا شيء، لقد منحني الجيش الاسرائيلي بطاقة عنصر في جيش لبنان الجنوبي، وهذه البطاقة لا تنفعني بشيء...لقد تركت منزلي في لبنان لأعيش هنا في منزل مساحته ستين متراً لي ولزوجتي واولادي الاربعة...لماذا يجب على ابني أن يعيش هكذا...أخشى أن يقول لي يوماً ماذا فعلتَ بي، فالدولة التي ساعدتَها ألقت بكَ في برميل القُمامة".
يقول انطوني حنا ابن احد الفارين من عملاء جيش الاحتلال: "إذا توجهنا للعرب هنا يقولون انتم خونة، وإذا ذهبنا الى اليهود يقولون أنتم عرب، والدي و جدي قاتلوا من أجلكم ودافعوا عنكم، وفي المقابل لا يستحقون كلمة شكر".
اما بول ابو حامد وهو ابن احد الفارين العملاء: "لا يمكن أن اتجنَّد بعد الخيانة التي قام بها الجيش الاسرائيلي بالتخلي عن جيش لبنان الجنوبي، فأنا أخشى أن يخونونني كما خانوا والدي".
وبسبب سوء المعاملة التي يتلقاها العملاء الفارون فهم يتوقعون أنه لو مات أحدهم فلن يجد مقبرة له لدى الاسرائيليين
ويقول نصيف حداد احد العملاء الفارين: "هناك فرصة لأعود الى لبنان لكن فقط بالتابوت لأنه لا توجد لدينا مقبرة هنا...في المقابر المسيحية لا يقبلون بنا، وهم لا يريدون حتى جثثنا...فنحن لا ننتمي الى هذه الدولة حتى بالموت".