أنا صغير لأنني طفل .. سوف أصبح كبيراً حين أصير في عمر أبي .. سوف يقول معلمي : لقد تأخرت ، أحضر لوحك وكتبك .. سوف أجيب : ألا تعلم أنني كبير مثل أبي ؟! ولست بمحتاج إلى مزيد من الدروس !.. سوف يعجب معلمي ويقول : بإمكانه أن يدع كتبه إن أراد .. فقد أضحى الآن رجلاً ..
سوف أرتدي ثيابي وحدي .. وأذهب للنزهة في المعرض حيث تزدحم جموع غفيرة .. سوف يقول لي عمي : أخشى أن تضلّ طريقك ـ يا بني ـ دعني أحملك .. سوف أجيب : ألا ترى يا عمي أنني كبير مثل أبي ؟! أريد أن أذهب إلى المعرض وحدي .. سوف يقول عمي : أجل ، إنه يقدر أن يذهب أنّى شاء ، فقد أضحى الآن رجلاً .
سوف تقبل أمي من الحمام لتجدني أمنح حضانتي دراهم ، فأنا أعرف كيف أفتح الصندوق بمفاتحي .. سوف تصرخ أمي وتردد : ماذا تفعل أيها الطفل العابث ؟! سوف أقول لها : أماه ، ألا تعلمين أنني كبير مثل أبي ؟! وأن عليّ أن أهب لحضانتي فضة .. سوف تردد أمي باستطاعته أن يمنح دراهمه من يود ، فقد أضحى الآن رجلاً .
وفي الإجازة ، سوف يعود أبي إلى البيت ، حاملاً إليَّ من المدينة أحذية وملابس حريرية ؛ ظاناً أنني ما أزال طفلاً صغيراً .. سوف أقول له : أعطها أخي الأصغر ، إذ إنني رجل مثلك .. سوف يفكر أبي ويقول : في ميسوره أن يشتري ثيابه كما يرغب .. فقد أضحى الآن رجلاً ..