يقول ألبرت أينشتين "لا تحاولوا أن تكونوا أصحاب نجاحات، بل حاولوا أن تكونوا أصحاب قيم" . وهناك مقولة للكاتب والفيلسوف مصطفى الرافعى "إذا لم تزد على الدنيا شىء فأنت زائد عليها"، إذن عليك أن تضيف إلى الدنيا شيئا، هناك كثيرون جاءوا إلى الحياة وخرجوا منها وكأنهم لم يأتوا ، وهناك من تركوا بصمات وأثروا فى الحياة ومن فيها، مليارات من البشر منذ بدء الخليقة حتى الآن واراهم الثرى ولكن القلائل منهم هم الذين نتذكرهم، لماذا ؟ لأنهم أثروا فينا ، غيروا حياتنا، وضعوا منهجا نسير عليه، أضافوا شيئا للبشرية.
ويرى أينشتين أن التخيل أهم من المعرفة، وهو محق فى هذا ، فلو عدنا بالذاكرة إلى أفلام الخيال العلمى التى تم إنتاجها منذ سنوات بعيدة، ما جاء فيها كان لا يصدق، ولكن مع تطور الوقت تحقق الكثير منها ، فالخيال العلميى هو الطريق الذى يؤدى إلى الابتكارات والإنجازات الهائلة، فالتخيل طريق للنجاح، أينشتين عندما اعتمد على التخيل اكتشف النسبية ، نيوتن عندما أطلق لخياله العنان فى التفكير لماذا سقطت التفاحة أكتشف الجاذبية، جراهام بل كانت نتيجة قدرته على التخيل اكتشاف التليفون، إذن التخيل يلعب دورا كبيرا فى الإنجازات والابتكارات العلمية وفى تغيير نمط الحياة، ولهذا تهتم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بالخيال العلمى لأنها تؤمن بأنه وسيلة تطوير لأنه يعطى المجال للتفكير بعيدا عن المألوف وبالتالى الإبداع وتصور المستقبل كيف يكون. وهذه حقيقة ، كيف نتطور ونحن لا نتخيل الصورة التى نحب أن نكون عليها فى المستقبل؟، كيف نتطور ونحن لا نعرف ماذا نريد أن نكون؟ كيف نتطور ونحن لا نملك أبسط الأشياء وهى الإصرار والإرادة . أحد أدوات النجاح هيى أن نفهم أنفسنا ثم نفهم الآخرين ، وهذه نقطة مهمة يجب أن تفهم نفسك قبل أن تفهم الآخرين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يستقيم الظل والعود أعوج، كيف تتعامل مع الآخرين الذين هم جزء من نجاحك وهم الذين يساعدونك فى الوصول إلى أهداف وأنت لا تفهم ذاتك، إفهم ذاتك أولا نقطة مهمة فى تحقيق وصناعة النجاح.
وإليك هذه القصة التى تعطى معنى عن كيفية صناعة النجاح وهى قصة هوت ميل دوت كوم ، صاحبها صابر باتيا ولد عام 1968 فى إقليم بنجالور بالهند، درس فى معهد بيرلا للتكنولوجيا لمدة سنتين، ثم انتقل لدراسة الهندسة الكهربائية بمعهد كالتك بأمريكا،ثم انتقل إلى جامعة ستانفورد ليحصل منها على شهادته. ثم عمل فى شركة آبل، بعد سنة تركها للعمل فى شركة جديدة ناشئة تعمل فى تصميم الدوائر الإلكترونية، ثم بدأ مع شريكه جاك سميث البحث عن ممول لشركة لقواعد البيانات على الإنترنت، وكانت الشبكة فى تلك الفترة فى مراحلها الأولى. لكن لم يتشجع أحد للفكرة ، فكانت الفكرة الثانية هى ماذا يحتاج مستخدمى الإنترنت وجاءت الفكرة الجديدة وهى خدمة البريد الإلكترونى المجانى، وبحثًا عن ممول وفى النهاية تحمس للفكرة مسئول شركة درابر فيشر وجيرفستون وقررا المساهمة مع الثنائى بمبلغ 300 ألف دولار. وتم تدشين الموقع فى الرابع من يوليو 1996. ووصل عدد المشتركين فيه بالملايين مما جعل مايكروسوفت تشتريه خلال عام واحد من تدشينه بمبلغ 400 مليون دولار فى أكتوبر 1997. وعقد عمل لصابر لمدة عام .
علينا الآن أن نفكر جديا فى البحث عن طريق صناعة النجاح ، هو أمنا وبين أيدينا ولكن يحتاج منا القليل من الجهد والإرادة والتصميم.