السلام عليكم ور حمة الله و بركاته
ان الخيال من أسباب النجاح، فاستفد من أحلام يقظتك وهذه بعض حسنات احلام اليقظة وهي:
- تساعدك على الإبداع والابتكار:
لقد توسعت الدراسات النفسية في تحليل أنماط التفكير والعمل لدى العلماء والفنانين والكتاب
المبدعين. وأظهر هؤلاء الأفراد الموهوبون أنهم يميلون إلى التوغل في الخيال والتلهي في
استقصاءات ذهنية لاحتمالات عجيبة في غاية الغرابة.
وانبثق من هذا الاستعداد للاسترسال في أحلام اليقظة بعض من أعظم الاكتشافات العلمية،
فما يكل فارادي مثلا، وهو أحد مكتشفي النظرية الكهرومغناطيسية، كان يتصور نفسه ذرة تحت
الضغط وبذلك اكتسب استبصارا داخليا عن تكوين "الإلكتروليت" أو المنحل بالكهرباء.
وكان آينشتاين يحلم بما سيحدث لو تمكن الإنسان من الطيران في الفضاء بسرعة الضوء وطور من
هذا التصور بعض الخصائص المهمة في نظريته عن النسبية.
أما المهندس شارلز كيترنغ الذي حاول معرفة السبب في كون الكاز (ألكيروسين) أكثر "طقطقة"
من البنزين (الغازولين) فقد تصور زهرة قطلب (أربيوتس) وهي من فصيلة الخلنجيات التي تزهر في
وقت مبكر من الربيع حتى وإن غمرتها الثلوج ويمتص لونها الأحمر الحرارة أكثر من الألوان الأخرى،
فأوحى إليه ذلك التصور بفكرة رابع إيثيل الرصاص.
- تستخدم الماضي لاكتشاف المستقبل:
مثال هذا الرجل الذي لجأ إلى العلاج النفسي بسبب زيادة توتره العصبي والتشكيك في نفسه
وهو في العقد الأوسط من حياته. وخلال وصف أحلام يقظته كثيرا ما كان يجد نفسه مسترجعا
بحرارة ودفء غامرين زيارة قام بها في طفولته لمزرعة عمه. وأوصى إليه الطبيب النفسي بأن تواتر
هذا الحلم قد ينطوي على أسلوب الحياة التي يريدها الرجل لنفسه في المستقبل. من هنا بدأ
"المريض" يعيد النظر في مسرى حياته كرجل أعمال كبير في المدينة. ولكن طبيعة حياته العملية
حالت دون تخليه عن العمل الذي يتعاطاه والتحول نحو الزراعة، بيد أنه اشترى أرضا في الريف
حيث يمكن أن يعمر بيتا لإجازاته السنوية والتأمل في شأن تقاعده المحتمل. وهكذا استطاع
الرجل بتنبه إلى أحلام يقظته من تبديل مجرى حياته.
- تهدئ خواطرك وترضي نفسك:
توحي الأبحاث التي أجريت على الموجات الدماغية، وخصوصا ما يعرف بالتواتر الألفي ذي الصلة
بفترات الهدوء والاسترخاء قبيل النوم، بأن في استطاعة بعض الناس التدرب على التحكم بهذا
التوتر عن طريق أحلام اليقظة التي تروق النفس، وقد استطاع البعض فعلا ضبط خفقان القلب
وارتفاع ضغط الدم لديهم.
وقد يساعدك الاسترسال في أحلام اليقظة على كشف مجالات الصراع ومواطن الصعاب في
الأوقات التي يعتريك فيها الجزع والتوتر الشديد. ولكن حتى وإن تعذر التعرف على لب المشكلة
فإن في استخدام التصور الإيجابي للمشاهد الطبيعية ما يهدئ من روعك، وإن مؤقتا، ويحول دونك
والقيام بتصرفات متسرعة.
- تساعدك في التغلب على الشعور بالوحدة:
يمكنك أن تستحضر في أوقات العزلة رفاقا يسرك الحديث إليهم. ومن الناس من يستمتع بنوع من
الحوار يجريه مع زائر من الماضي كجد أحبه أو معلم أو شخص مشهور، ومنهم من يجلد لذة في
وصف مدينة عصرية لزائر خيالي عاد من الماضي. وأنت في مثل هذه التمارين التلعابية لا تعوض
عن الشعور غير الحاد بالوحشة والوحدة فحسب وإنما تتلهي أيضا عن المخاوف والتوترات العصبية
التي يمكن أن تعتريك أثناء السفر إلى بقاع غريبة.
- تتزود بكشف داخلي مفيد لسلوكك:
تشير الأبحاث، إلى أن أحلام اليقظة المتكررة قد تحمل دلالات على أوجه مختلفة من بواعث
التصرف فضلا عن جوانب عدة من الشخصية، وقد أظهر ديفيد ماكليلاند، أستاذ علم النفس في
جامعة هارفرد، أن الأحكام التي تدور حول إنجاز ما تنعكس فعلا في المساعي التي يبذلها هذا
الشخص لتحقيق هدفه. يقول جيروم سنجر: هناك شاب عرفته في عيادتي كان يرى نفسه في
أحلام اليقظة صبيا مع عصبة من رفاقه، وقد أدرك بعدما تأمل في هذه الظاهرة أنه في السنوات
الأخيرة بدا يركز اهتمامه على تنمية مواهبه في الفيزياء والرياضيات مهملا الجانب الودي
الاجتماعي من شخصية. ورأى أخيرا أن في التأكيد على الجانب الاجتماعي من حياته فائدة
مهمة في تطور حياته العملية كما لاحظ أن في الإمكان ممارسة هذا الجانب من دون التخلي عن
نموه الفكري.
- تشد أزرك في أوقات الضيق:
روى هيرمان فيلد، وهو مهندس تخطيط مدني، قصة حياته في الأسر بعدما اشتبه بكونه
جاسوسا في بولونيا الشيوعية، حيث أمضى أكثر من خمس سنوات سجينا. وقد لجأ فيلد وزميل
له إلى تبادل سرد تخيلاتهما المستفيضة كوسيلة تعينهما على تحمل وطأة الأسر. ثم أخذ فيلد
يدون ذلك في إطار قصصي. واستحوذ مضيهما في أحلام اليقظة على تفكيرهما ومشاعرهما إلى
حد جعلهما قادرين على مقاومة التعذيب النفسي. والواقع أن فيلد عمد خلال فترة وضعه في
السجن الانفرادي (العزل) إلى إطلاق العنان لخياله بحثا عن سبل للتفوق على سجانيه بالحيلة
والدهاء. ثم وضع تصوراته موضع التنفيذ مما أرغم حراس السجن على توفير بعض الضروريات
الأساسية له.
إن هناك، بالطبع، عددا كبيرا من الذين يخشون أن يؤدي التمادي في التخيلات المستفيضة إلى
صعوبة العودة إلى عالم الواقع أو إلى اتخاذ قرارات عملية على أساسها. على أن أغلب الدراسات
في السلوك الناجم عن التخيلات لا يؤيد مثل هذه المخاوف فضلا عن كون الفرد العادي مؤهلا،
على نحو معقول، لأن يقرر ما يمكن فعله حقا، وإنما الخطر يكمن في تسرعنا في الحكم على
أحلام اليقظة ونبذها والقيام بأعمال يبعد عنها الخيال كليا. وإذا بنا الغالب نخوض في محادثات
فارغة أو نجلس محدقين بفراغ في الشاشة التلفزيونية. ولو أننا أفردنا وقتا خاصا من كل يوم
للتأمل الهادئ والخيال المسلي، فلربما نوفق إلى الانتفاع الصحيح من طاقة الخيال العظيمة التي
ننعم بها جميعا.
إننا من خلال الخيال نستطيع أن نتصور عوالم لم تخلق بعد من الإمكانات الكامنة ليس الكون
وحده، بل في ذواتنا أيضا. كما نستطيع من خلال الوعي الاتصال بالقوانين والمبادئ العامة وأن
ننجز الكثير من الإنجازات الهامة.
وقد تسأل هنا: هل يجب علي أن أتخيل مشاريع خيالية، حتى أكون ممن استخدم مخلته؟
والجواب: ليس المطلوب هو التفكير فيما لا طاقة لك على تحقيقه.
ولكن المطلوب التوقف مليا عند كل فكرة تمر على الخاطر، وغربلة ما تتخيله بين فترة وأخرى.
لقد كان أحد أرباب الصناعات يطلع كل عام بمشروع جديد ناجح، وأصبح صاحب أكثر من ستة
عشر مشروعا.
ولما سئل عن سر نجاحه أجاب: أنا أخلو بنفسي ربع ساعة كل مساء لغربلة الأفكار التي مرت
بخاطري في النهار، ثم اختار الفكرة التي تبدو لي مفيدة.
وأضاف: "لكني لا أنفذ الفكرة في الحال، بل أدعها تختمر في رأسي أياما، فإذا لم أغير رأيي فيها،
أعتبرها صالحة للتنفيذ".
وإليك، الطرق التالية للاستفادة من الخيال:
أولا- عندما تأوي إلى الفراش استعرض الأفكار والمشاريع التي مرت بذهنك خلال النهار.
ثانيا- عندما ينشط خيالك، لا تكبح جماحه، بل دعه ينطلق إلى نهاياته البعيدة.
ثالثا- عندما تروقك فكرة، دعها تختمر في رأسك أياما، ليتسيى لك معرفة قيمتها الحقيقية.
رابعا- غربل تخيلاتك بتجرد ونزاهة.
خامسا- عدما تعجبك فكرة ما، بعد الغربلة والتخمر، تشبث بها، ولا تدع الآخرين يؤثرون عليك.