هو نبي الله بنيامين بن يعقوب (ع) المعروف في جنوب لبنان بـ "محيبيب" هو لقب يطلق على النبي، ومرد ذلك كما قيل انه كان لنبي الله يعقوب(ع) اثنا عشر ولدا، وعندما فقد ولده يوسف (ع) الذي كان يحبه كثيرا، حسب القصة المشهورة في كتاب الله الكريم، تعلق كثيرا باخيه الشقيق الوحيد بنيامين، واحبه حبا جما، دون سائر اخوته العشرة الباقين، فاطلق عليه بصفة المبالغة في الحب محيبيب، قال تعالى في القرآن الكريم:" اذا قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة، ان ابانا لفي ضلال مبين"( سورة يوسف آية
.
ومن المشهور بل من المؤكد ان الضريح المشاد على تلة عالية في وسط قرية "محيبيب الحدودية"، هو مقام العبد الصالح بنيامين بن يعقوب، الطاهر النسب، سلسل الانبياء، من نسل ابراهيم عليه السلام. والمقام يقع في بلدة محيبيب قضاء مرجعيون والتي تبعد عن العاصمة بيروت 115 كم بالقرب من بلدتي ميس الجبل وبليدا. منذ القدم كان المقام مقصودا من المناطق القريبة والبعيدة في الكثير من المناسبات الدينية كالخامس عشر من شعبان واربعين الامام الحسين (ع). ومن المؤكد ان لصاحب المقام كرامات مشهورة في قضاء الحوائج ولذلك تأتيه النذور من كافة القرى المجاورة، ويعود تاريخ المقام الى 2500 سنة على اقل تقدير. وبعد اهمال مزمن، عادت الحياة الى مقام محيبيب، واعيدت له قيمته التراثية والفنية، بحيث اصبح آية من الجمال وتحول الى معلم تاريخي واثري مهم ، يدل دلالة واضحة على القيمة التاريخية لهذه المنطقة التي هي جزء لا يتجزأ من ارض الرسالات وذلك بع ان قامت مؤسسة جهاد البناء وبدعم من الجمهورية الاسلامية الايرانية ، ومن خلال النذورات والتبرعات التي يقدمها اهالي البلدة والزوار للمقام، بترميم المقام واعادة تأهيله، حيث قامت بالاعمال التالية :
- رفع اسقف البناء وذلك من خلال عملية حفر الارض مترا واحدا للوصول الى القواعد الاساسية للبناء وتم ذلك بما يحافظ على متانة واثرية البناء .
- ازالة الباطون والاتربة التي تغطي الحجر الصخري .
-التوسعة حول الضريح وبناء حجر صخري وفق طريقة البناء الموجودة .
- تنظيف وتكحيل الجدران بشكل جميل يحافظ على رونقها التراثي .
- تحديد القبور المحيطة ووضع لوحات رخامية تدل على اصحابها بالاضافة الى قبور المجاهدين الذين استشهدوا في حرب تموز.
- اقامة دور للمياه للرجال والنساء.
- توزيع انوار كاشفة في ارجائه بحيث يتحول ليلا الى لوحة فنية غاية في الجمال .
- بناء منزل سكني لمتولي المقام.
- توسيع الباحات الخارجية بحيث اصبح يستوعب عددا اكبر من الزوار الذين يربو عددهم على 400 زائر في الاسبوع خاصة في فصل الصيف".
لا يبعد مقام نبي الله بنيامين " محيبيب" عليه السلام عن الحدود الفلسطينية مسافة اكثر من كيلو متر واحد ، وهو النبي المعروف ايضاً بـ "اسرائيل الله" ويعتقد انه نبي مقدس لدى اليهود الاسرائيليين، وفي حرب تموز/يوليو 2006 حاول الصهاينة الوصول الى هذا المقام للتمركز حوله، الا انه و حسب روايات المجاهدين ان النبي (ع) كان يمدهم من عنده، حيث استطاعوا تدمير اكثر من 5 دبابات اسرائيلية وقتلوا وجرحوا العشرات من جنود اليهود بمعركة شرسة دارت قرب المقام بمسافة لا تبعد مسافة 50 متراً عن قبر النبي.
يقول المواطن حسين جابر جار المقام وشاهد عيان ان "الصهاينة في الايام الاخيرة من حرب تموز كانوا التفواعلى البلدة ليسيطروا على تلتها التي يقع فيها المقام، الا انهم لم يوفقوا في ذلك، فالمجاهدون كمنوا لهم ودمروا عدداً من الدبابات قرب المقام وعقب انسحاب الصهاينة من الضيعة توجهت الى منزلي الملاصق للمقام فوجدت اكياس المصل والادوية ودماء اليهود ملطخة على الجدران ووجدت ايضاً آثار دماء على الارض تبين انها لجنود قتلى ومصابين مسحوبة على رخام ارض المنزل ".