يجب على كل أم أن تدرك الأهمية البالغة لتغذية الطفل في مرحلة السن قبل المدرسية، ولكي تتبين هذه الأهمية نستعرض فيما يأتي بعض الحقائق المتعلقة بهذا الموضوع:
يعتمد نمو الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة أساساً على التغذية ولكنه فيما بعد يعتمد على هرمونات النمو.
سوء تغذية الطفل لا يقتصر أثره على النمو الجسماني فحسب ولكنه يؤثر أيضاً على القدرات الذهنية والعقلية وبخاصة إذا علمنا أن 65% من نمو المخ يحدث في أول سنتين من العمر وأن 90% من نمو المخ يحدث في الخمسة أعوام الأولى من العمر.
ببلوغ الطفل السن المدرسية يكون وزنة قد تضاعف من 6 إلى 7 أمثال وزنه عند الولادة، وهو ما لا يحدث في أي مرحلة عمرية أخرى (حتى البلوغ).هذه الحقائق تنقلنا بالتالي إلى قضية مهمة جداً وهي نوعية الغذاء المقدم للطفل لا الكمية فليس المهم أن نتخم الطفل كما تفعل كثير من الأمهات، وإنما المهم أن نختار له الأنواع الغذائية المفيدة والاهتمام بتعويض أي نص غذائي بسرعة وفي الوقت المناسب.
ما هي الوجبات المناسبة ؟
يجب أن تكون الوجبة الغذائية المقدمة للطفل متكاملة العناصر الغذائية، ويتم اختيار حصة غذائية أو أكثر من كل مجموعة في كل وجبة قدر الإمكان.
المجموعة الأولى للطاقة: وهي تمد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط والحركة والدفء والعمليات الحيوية الأساسية في الجسم وتتكون من الأرز ومنتجات القمح كالخبز مثل المكرونة والشعرية والفطائر والبطاطس والقلقاس والسكريات والعسل والحلوى، فضلاً عن الدهون الحيوانية كالزبد البلدي والزيوت النباتية.
المجموعة الثانية للبناء: وهي لازمة للنمو وتعويض الخلايا وتجديدها داخل الجسم وتشمل:
أولاً : بروتين حيواني مثل اللحوم بأنواعها ومنتجاتها والطيور والأسماك والبيض واللبن ومنتجاته.
ثانياً : بروتين نباتي مثل البقول بأنواعها كالفول والعدس والحمص والفاصوليا واللوبيا
المجموعة الثالثة للوقاية: وهي ضرورية للوقاية من الأمراض وزيادة مقاومة الجسم ونشاطه وهي مصادر الفيتامينات والأملاح المعدنية وتتمثل في الخضراوات بأنواعها وبخاصة الطازجة منها والفواكه بأنواعها، علماً أن الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن مثل البقدونس، الجرجير، الملوخية، السبانخ، الخبيزة، الكراث، تتميز بارتفاع نسبة الحديد بها عن الخس والكرنب الفاتح اللون مثلاً ذلك لأن الحديد عنصر مهم للغاية لمنع حدوث أنيميا نقص الحديد وتأثير ذلك على الصحة العامة للطفل ومع الانتشار الكبير لأنيميا نقص الحديد لأطفالنا.كما أن الجزر الأصفر والطماطم والشمام والمشمش والمانجو تتميز بارتفاع نسبة فيتامين "أ" بها وهو مهم للغاية لسلامة الأغشية المخاطية للجسم وتحسين المناعة.
وهناك عنصر مهم للغاية لسلامة النمو الجسماني والذهني وهو اليود.. ولا يمكن توفير احتياجات الجسم منه إلا باستخدام الملح اليودي بالكميات العادية في ملح الطعام.هذا بالإضافة إلى السوائل كالماء والعصائر، فمن الماء خلق الله تعالى كل شيء حي، وهو يدخل في تركيب جميع أنسجة الجسم وخلاياه وهو عنصر ضروري لكل العمليات الحيوية بالجسم مثل الإخراج والتنفس وخلافه.
ويحتاج جسم الطفل نظراً لصغر حجم معدته النسبي إلى جانب الثلاث وجبات الرئيسية إلى وجبتين إضافيتين.. الأولى بين الإفطار والغداء، والثانية بين الغداء والعشاء.
نصائح مهمة:
تقديم الأكل المسلوق والمشوي والبيريه للطفل لسهولة هضمه بعكس الطعام المحمر والمقلي آو الخضار المتبل بالصلصة، وذلك لأن قدرة الطفل في هذه المرحلة العمرية على الهضم غير مكتملة.
عدم الإكثار من التوابل والمخللات والملح والسكر في طعام الصغير.
يجب الاهتمام بتقديم اللبن ومنتجاته يومياً لأنه يحتوي على بروتين سهل الهضم.
ينبغي البعد قدر الإمكان عن الأغذية المحفوظة واللحوم المصنعة والبطاطس الشبسي والحلويات الرديئة والملونة لما بها من مواد حافظة وألوان صناعية غاية في الخطورة على كبد وكلى الطفل وأهمها المياه الغازية.
يفضل أن تكون الوجبات الإضافية من الأطعمة آلتي يسهل على الطفل تناولها بنفسه مثل البيض، البسكويت، الموز، الخيار، الجزر.
يجب أن يجلس الطفل مع والديه لتناول الغداء وأن يعتاد أن اجتماع الأسرة على الغداء سوياً شيء مقدس.
يجب أن يأكل الطفل وهو جالس وليس واقفاً أو أثناء الجري (لئلا يشرق) بل يجب أن يكون جالساً وأن تكون قدماه ملامستين للأرض (كرسي صغير أو يضع رجله على صندوق) وفي طبق خاص به وله حواف (حتى يستطيع بمساعدة الحافة أن يملأ الملعقة).
يجب تعليم الطفل قواعد النظافة العامة مثل غسل اليدين قبل الأكل وبعده وغسل الأسنان وعدم أكل الطعام المكشوف.
يجب أيضاً تعليم الطفل مضغ الطعام جيداً والاهتمام بوجبة الإفطار قبل الذهاب للحضانة وأن يأكل ويقبل مباشرة ما تقدمه أمه، فهي أحرص الناس عليه.
يجب تجنب إعطاء الحلوى للطفل بين الوجبات لأنها ستصيبه بفقد الشهية.