عندما يبدأ الطفل حياته المدرسية قد تظهر عليه بعض الأعراض النفسية, مثل الميل الي الانطواء, او الخوف الذي لامبرر له و عدم القدرة علي التكيف مع المجتمع المدرسي وقد تكون الأعراض عابرة, ولكن ماذا لو تكررت هذه الأعراض او اذا استمرت لفترة طويلة؟
في هذه الحالة يجب ملاحظة الطفل والبحث عن مصادر القلق والخوف المتعمقة جذورها بداخله, وعرضه علي طبيب نفسي للاستشارة والمساعدة في العلاج ليصبح طفلا سعيدا في المدرسة. حول هذا الموضوع تحدثنا د. سوسن الغزالي أستاذ الطب السلوكي بكلية الطب جامعة عين شمس فتقول: إنه بالرغم من تعدد المظاهر التي يعبر بها الطفل عن اضطرابه النفسي, فاننا في بعض الأحيان لاننتبه الي مدي عمق الاكتئاب الذي ينتابه. ولايفهم المحيطون به مشاعره وأحاسيسه. وعن مراحل العلاج النفسي للطفل تضيف أستاذ الطب السلوكي فتقول: هناك ثلاث مراحل للعلاج النفسي للطفل وهي:
أولا: فهم المحيط العائلي الذي يعيش فيه وعلاقته بالوالدين والأخوة, مع محاولة تنظيم هذه العلاقة حتي لايصاب الطفل بالاضطراب مرة اخري, وتوجيه الوالدين الي كيفية معاملته ومعرفة العوامل التي أدت الي ظهور المرض النفسي لدي الطفل.
ثانيا:دراسة المناخ المدرسي وعلاقة الطفل بزملائه ومدرسيه, ومدي قدرته علي التحصيل لأنه ربما قد وضع في مرحلة دراسية تحتاج الي مستوي ذكاء أكبر من قدراته, وبهذا نظلمه ويضغط الوالدان عليه وهو غير قادر علي مجاراة زملائه في الدراسة, فتبدأ الشكوي من اعراض الأمراض النفسية.
ثالثا: العلاج النفسي سواء عن طريق اللعب او الرسم, وذلك لاكتشاف الصراعات الداخلية لدي الطفل ومحاولة تبين ما اذا كان طفلا سويا او منحرفا لأسباب معينة مثل الخوف, او الشعور بالنقص, او الإحساس بالذنب, او الوسواس, وعلي ضوء معرفة سبب الاضطرابات النفسية يتجه العلاج الدوائي لعلاج الاضطرابات النفسية للأطفال والاكتئاب, ولكن بجرعات تقل كثيرا عن جرعات الكبار. ويعتمد الجانب الأكبر من العلاج علي الوالدين والمدرسة
حيث إن معظم الاضطرابات النفسية للأطفال يحتمل أن يكون سببها عدم فهم حاجات الطفل النفسية في مراحل العمر المختلفة سواء من جانب المدرسة او من جانب الأسرة, لذلك فإن من الأسس المهمة في العلاج النفسي للأطفال توجيه الوالدين الي كيفية التعامل مع الطفل نفسيا والاقلاع عن القسوة في معاملته حتي يمكن حمايته من الاعراض النفسية التي يعاني منها, والتي تهز العلاقة بينه وبين أفراد اسرته واصدقائه ومدرسيه, مع ضرورة احتوائه نفسيا وعاطفيا بالتفاهم والحنان والحب حتي يكون طفلا سعيدا بالمدرسة.