الكثير من المعلومات التي يتداولها الناس حول الأسنان قد تكون صحيحة، ولكن البعض منها ولا شك ليست صحيحة تماماً، وتحتاج إلى تصحيح، ليس فقط كي لا تصبح هذه المعلومات سبباً في حدوث بعض المشاكل، بل كي نكون سبباً في تقديم معلومة خاطئة للبعض عندما يكون بأمس الحاجة لهذه المعلومة.
ستجدين في هذه المادة، بعضاً من المعلومات التي بقيت لفترة طويلة عالقة في أذهان الناس، ولكن من خلال الأطباء المتخصصين، لاحظنا وجود معلومات أكثر دقّة.. ومن بينها:
هل السكّر هو المادة الوحيدة التي تؤدي إلى تسوّس الأسنان؟
عندما يتناول الأطفال السكاكر مساءً، تكون الأم أكثر حرصاً على تنظيف أسنان أبناءها، لأن السكّر هو السبب الرئيسي في تسوّس الأسنان، إلا أن هذه المعلومات خاطئة، لأن هناك الكثير من المواد الرئيسية الأخرى التي تسبب تسوّس الأسنان، ومن أهمها النشويات الموجودة في البطاطس والأرز والخبز أيضاً، كذلك السكاكر الموجودة في الفواكه والكربوهيدرات الموجودة في المكرونة والخضار.
بل إن من المعلومات الهامة هنا، أن الكربوهيدرات تعتبر أحد الأسباب الرئيسية في تسوّس الأسنان، لأنها تنشّط البكتريا الموجودة في الأسنان، وتؤدي إلى إنتاج مواد حمضية تسبّب تآكل الأسنان.
هل تعالج فرشاة الأسنان التسوّس؟
بشكل عام، تعتبر فرشاة الأسنان والخيوط المستخدمة لتنظيف ما بين الأسنان، أساسية في الوقاية من تسوّس الأسنان، ولكن بعد حدوث التسوّس، فإن وجود حفرة صغيرة جداً في الأسنان ستؤمّن حماية للبكتريا المسببة لتآكل السن، لأن هذه البكتريا ستكون في تجويف لا تصل إليه فرشاة الأسنان بالقدر الكافي، لذلك فإنها تبدأ بالتوسّع إلى أن يصل النخر إلى العصب، فيحدث الألم الشديد. لذلك ينصح الأطباء باللجوء إلى طبيب الأسنان فور ظهور الحفر السوداء، قبل حدوث الألم، كي يتم تلافي هذه المشكلة منذ بدايتها.
هل تسبب الأحماض والليمون تسوّس الأسنان؟
هناك بعض المعلومات المتداولة التي تقول: إن المواد الحامضة كالليمون والمشروبات الغازية تسبب تسوّس الأسنان، ولكن في الواقع هذه المعلومات غير دقيقة طبيّاً.. والصحيح أن هذه المواد قد تسبب تآكل طبقة المينا في السن، ولكن لا تسبب التسوّس.
فالأحماض يمكن أن تسبب تآكل طبقة الحماية الموجودة في المينا، وتتسبب بحدوث ضعف في المينا نفسها، وهذا الضعف يوفّر فرصة كبيرة أمام البكتريا لتحفر بسهولة لها مكاناً في السن، حيث يصبح السن أكثر عرضة للتسوّس.
الأطفال أكثر عرضة للإصابة بتسوّس الأسنان:
تعتني الأمهات كثيراً بأسنان أطفالهنّ، ربما أكثر من الأبناء المراهقين، ومن نفسها وزوجها، بسبب معلومات متداولة في المجتمع تقول: إن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بتسوّس الأسنان. ولكن هذه المعلومات ليست دقيقة تماماً. فحسب إحصاءات طبيّة عالمية، فإن كبار السن أكثر عرضة لتسوّس الأسنان، بسبب استخدام بعض الأدوية، وجفاف الفم من اللعاب الذي يعتبر منظفاً طبيعياً للأسنان، وغيرها من الأسباب الأخرى.
وضع الأسبرين بجانب السن المصاب يساعد في تقليل الألم:
هذه من المعلومات الطبية الخاطئة، فالبعض يعتقد أن وضع حبّة الإسبرين بجانب السن يؤدي لوصول المادة الفعالة بسرعة إلى السن، الأمر الذي يؤدي إلى سرعة شفاءه. ولكن المعلومات الطبية الحقيقية تقول: "إن الأسبرين يحتوي على مواد حمضية، ووجودها بجانب السن المصاب قد يؤثّر سلباً على الأنسجة، ويتسبب بالتالي بحدوث خراج. لذلك فإن أفضل طريقة للاستفادة من حبّة الأسبرين، هو ابتلاعها.