بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
انتشرت ظاهرة ترك الصلاة في ايامنا هذه وبعُد االعديد من الناس عن الدين والحق ومن اجل نُصرة الحق ومحاربة الفساد وقربة الى ربي احببت ان اُعلّق على بعض الاسباب الواهية لترك افضل عبادة كتبها الله تعالى على عبده علّ هذه الكلمات تكون الفتيل الذي يُشعل نار الحرب على الشيطان وتدفىء قلوب المؤمن بالطاعة والايمان!
لماذا لا تصلي؟
لا اجد الوقت الكافي
اذن حاول ان توجده ولا تقل يا صلاة لدي عمل وقل يا عمل لدي صلاة واجعلها من اولوياتك فهي اول ما سـتُسأل عنه في قبرك فان قُبلت صلاتك قُبلت باقي الاعمال وان رُدَّت الصلاة رُدَّت سائر الاعمال ولو تأملت قليلاً لوجدت ان الصلاة لن تأخذ من وقتك الا دقائق معدودة هذه الدقائق التي ستجنِّبك سخط الله وتكون نوراً في وجهك في الدنيا ونوراً لك في ظلمة الآخرة
الصلاة ليست ضرورية المهم الايمان في القلب فما ضرورة كل هذه الحركات
الايمان لا يكون الّا في القلب وكذب من قال بخلاف ذلك فالقلب هو مركز الايمان ومن هناك ينشا ولكن الايمان عليه ان يتبلور وينمو والاّ فانه لن يبقى في القلب وسيهجره فيغدو القلب قاسياً شانه شأن قلب كل مجرم كافر,فالايمان في القلب كحبة صغيرة بذرناها في التراب وهو المحيط الملائم لنموها شرط توفر بعض المواد الاضافية الاساسية التي لا يمكن للحبة ان تنمو بدونها كالماء والشمس والتربة الصالحة الخالية من الشوائب التي تعيق نمو الحبة اوتقتلها احياناً .وكذلك الايمان وُجد في القلب وينمو بالعبادات والطاعات وكلما كان القلب سليما كلما نما الايمان بسرعة وتطور الى بلوغ اعلى الدرجات ويتحقق ذلك اذا خلا القلب من الشوائب وهنا يأتي دور الجوارح في مجاهدة النفس والحفاظ على الايمان ودفعه الى اعلى المستويات عن طريق غض البصر والسمع عن الحرام ومساعدة المحتاج والصلاة والصوم والحج و.....و.....و..... العديد والعديد من الامور المفروضة والمستحبة التي من شأنها ان تقوي ايماننا وتعززه. من جهة ثانية فان التخاذل والتكاسل في الواجبات المفروضة يُضعف ايماننا وربما يسلبنا تلك النعمة التي لا تُعوّض. لذلك من البديهي ان يحافظ كل انسان عاقل على ما انعم الله عليه من نعمة الايمان والهداية والبصيرة بكل ما يمكنه من وسائل فكيف اذا كانت الوسيلة متوفرة ومطلوبة ومرغوبة وهي لن تأخذ من وقتك في الدنيا بقدر ما ستعطيك لآخرتك ودنياك
الله يعلم اني شاكر له فلم الصلاة
كون الله يعلم انك شاكر ذلك ليس موضوع نقاش هذا امر مسلَّم به فالله وحده العليم بما في الصدور وهو يعلم الصادق و الكاذب ولكن ذلك لا يعني ان نترك ما امرنا به الله من عبادات ونقول فليقم بها من هو غير شاكر فأنا شاكر والله يعلم.!!! اوَليس افضل طريقة لشكر الله هي باتباع اوامره ومجانبة الاصرار؟ فهل الله يحتاج لشكرك؟ لا كما وانه لا يحتاج لصلاتك ايضاً فهو غني عن العباد انما فرضها لمصلحتك ومنفعتك .قد انعم عليك بنعم لا تحصى وانت شاكر لهذه النعم وطلب منك ان تقوم بعبادة معينة وانت ترفض. فكيف تكون شاكراً حقاً وانت تعصي امره؟ ورد في احد الروايات عن لسان احدى زوجات
النبي(ص) انها سالته: يا رسول الله لمً اراك تجهد في العبادات وتقوم لصلاة الليل وقد وعدك الله سبحانه الجنة وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فأجابها :اوَلا اكون عبداً شكوراً؟؟ هذا نبينا (ص) يقوم الليل ويبكي ويناجي على الرغم من عصمته ومكانته عند الله فهو لا يزال يرى نفسه مقصراً فكيف بنا نحن العاصين المتمردين؟؟ فهل تعتبر نفسك انك تحمد الله حق حمده ؟؟؟ علينا اذن اعادة التفكير في مكانتنا كعباد والتأمل بعلاقتنا مع الله فهل انت حقاً عبد شكور اذ كما يقول الامام السجاد (ع) في مناجاة الشاكرين :
!!!! شُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ
فاين نحن من هؤلاء والى متى تمردنا وانصياعنا الى شياطيننا؟
لم افكر يوما لماذا لا اصلي ببساطة لم اعتد ان اصلي
الغفلة هي من اهم اسباب ضياع الانسان وتدهوره فالغافل عن الآخرة ويوم الحساب لا يرقب تصرفاته واعماله ولا يؤاخذ نفسه على تقصيره مما يوفر الجو الملائم لعدوه_ الشيطان_ للانقضاض عليه وفي اغلب الاحيان الانتصار عليه فيبدأ باغوائه بالدنيا ومتاعها فيُجمّل له المعصية ويُصغّر في عينه عذاب العاصين ويصرفه عن السعي لرضا الخالق .والانسان بطبيعته عجولٌ طويل الامل فينقاد لهواه وراء المتعة المؤقتة الزائلة ويغفل عن السعي وراء الثروة الحقيقية والسعادة الابدية. وسرعان ما ينتهي العمر لتبدأ الحياة الاخرى وهي الحياة الابدية والتي سيقضيها بلوعة وحسرة على ما فرًّط وندم على ما قدّم. ولعل لحظة واحدة من التأمل والتفكير يمكن ان تكون اللحظة المنجية التي ستهدينا الى سعادتنا وتجنبنا التعاسة والعذاب فتفكّر اخي في سفرك القادم اذ لا رفيق لك سوى عملك فهل ستصحب معك عملك الصالح وتأنس به ام سيرافقك عصيانك وسوء عملك الى ان يرديك في نار جهنم .
انا اكتفي بترديد بعض الآيات القرآنية التي حفظتها منذ صغري عندما استيقظ وقبل النوم فالصلاة هي ذكر والافضل ان نذكر الله عندما نجد القابلية لذلك في قلوبنا ولا نشعر اننا مجبرون على العبادة بطريقة معينة ووقت معين
عندما طلب الله عزّ وجلّ من ابليس ان يسجد لأدم (ع) ابى ابليس ان يكون مع الساجدين واقترح على الله عزّ وجلّ ان يعفيه من هذا السجود وبالمقابل سيسجد له سجدة لا يقوم منها الى ان تقوم الساعة فأجابه الله عزّ وجلّ : احبُ ان اُعبَد من حيث اريد!!!!! فاذا كان الله قد فرض علينا الصلاة فهذا يعني انه يريدنا ان نصلي بهذه الطريقة وكل الطرق الاخرى باطلة .لك ان تردد ما تشاء من آيات ولكن ذلك لن يُغنيك عن الصلاة . فالصلاة مفروضة وواجبة وليس لك ان تبتكر طريقة معينة للصلاة وتدعي انها صلاة لله.ولكن على الرغم من ان الصلاة واجبة الا انّ الله لم يجبرك عليها كما يدعي البعض فلك الحق ان ترفض وتكون عاصيا وتتحمل تبعات عصيانك ونتائج اعمالك! ولأن كل عاقل فهيم يعلم ان لا مجال له لينتصر على حرب يشنها على الله تعالى فانه ينقاد لأوامره عالماً ان كل ما نهاه عنه الله يضر به وكل ما امره به يصبّ في مصلحته فلو اجبرك الطبيب على اخذ دواء معين بجرعات محددة وساعات محددة لامتثلت لاوامره من دون نقاش او معارضة لعلمك ان الانقياد لأوامره هي طريقك الى الشفاء السريع فكيف اذا كان الآمر هو الطبيب والحكيم والمنجي ومن بيده كل شيء والقادر على كل شيء افلا تجد ان من الغباء الا ننصاع لأوامره ونطيعها؟!!
اصلي احيانا الا اني لا احافظ عليها
في كل مرة عند فراغك من الصلاة ارفع يديك وادعو الله ان يثبتك على هذا الدين وان يزدك هدى وايماناً واعمل على مجاهدة النفس ومحاربة الهوى بترك كل المحرمات والتغلب على الشيطان بالاعمال الصالحة والخيّرة واعمل لنفسك برنامج يومي كل يوم عند الاستيقاط _ولو ذهنيا ليس بالضرورة كتابة ذلك على ورقة ولكن يُفضَل ان تتذكر المواعيد_تكتب فيه ما ستقوم به من اعمال اليوم ولو تستطيع ان تحدد وقت بداية ونهاية كل عمل فسيكون افضل وحاول الالتزام بالمواقيت ولا تنسَ ادراج الصلاة في جدولك والغاية من ذلك ان تعّود نفسك ان يكون للصلاة حصة في حياتك اليومية واعلم ان الصلاة لا تقل اهمية عن باقي الاعمال التي تشغلك ولا عن اهلم واولادك وعملك بل هي اهم والاجدر ان نوليها الاهتمام اللازم وشيئا فشيئا يتعود عقلك على القيام بهذه العبادة في هذه الساعة المعينة ومن المهم جداً ان تتعلم عن الصلاة وماهيتها وان تتقرب من الله بالادعية والقرآن وان تُكثر من قراءات الكتب او المقالات الدينية باختصار حاول التقرب من الله فان ذلك سينقلك من حالة التكاسل التي تعيشها الى حالة تترقب فيها موعد الاذان والوقوف بين يدي الحبيب!!!!
.