تحدث الإمام (عليه السلام) في أحاديث كثيرة عن التقوى و صفات المتقين ، و الإيمان و المؤمنين، و هذا بعض ما أثر عنه:
أ ـ قال ( عليه السلام ): ( أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، و أكثرهم معونة ، إن نسيت ذكروك ، و إن ذكرت أعانوك ، قوالين بحق الله ، قوامين بأمر الله ) ، (1).
هذه الصفات ، يتصف بها القلائل من أفراد الأمة ، الجهابذة و العباقرة ، الذين يمثلون قوة الإنسانية و مثلها الأعلى في الحياة الحضارية الراقية ، و يقومون بدورها في سبيل الإصلاح و الرشاد.
ب ـ و قال ( عليه السلام ) : (إنما المؤمن إذا رضي ، لم يدخله رضاه في إثم ، و لاباطل ، و إذا سخط ، لم يخرجه سخطه من قول الحق ، و المؤمن إذا قدر ، لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس بحق ) ، (2).
من أبرز صفات المؤمن بربه ، أن يكون متميزاً في سلوكه و متميزاً في شخصيته ، يلجم نفسه عند الغضب ، و يعف عند المقدرة ، رائده الحق في جميع تصرفاته.
ج ـ و قال ( عليه السلام ): ( الغنى و العز ، يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل استوطناه ) ، (3).
هؤلاء وصفهم الله عز و جل قال تعالى : ( الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله ) ، (4).
د ـ تحدث (عليه السلام) عن الفرق بين الإيمان و الإسلام فقال : ( الإيمان ما كان في القلب و الإسلام ما عليه التناكح ، و حقنت به الدماء و الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان) ، (5) .
الإيمان يقيم في ضمائر المتقين ، يخشون به الله تعالى ، و يخافون عقابه ، فلا يتركون واجباً ، و لايقترفون إثماً . أما الإسلام فهو من أسلم وجهه لله تعالى ، فإذا نفذ إلى أعماق القلب صار المسلم مؤمناً ، و إذا بقي كلمة على اللسان فلا يعتد به. و إلى هذا أشارت الآية الكريمة التي تقول : ( قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ، ولكن قولوا أسلمنا ، و لما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ، (6).
الإيمان ، قول باللسان و عمل بالأركان ، و المؤمن يعرف بنتائج أعماله الصالحة ، فهي البرهان الواضح و الأكيد على عمق إيمانه . و للإمام الباقر (عليه السلام) كلام آخر يفرق بين الإيمان و الإسلام يقول : ( الإيمان إقرار و عمل ، و الإسلام إقرار بلا عمل) ، (7).
و اقتراب القول بالعمل ، أمر ضروري للعطاء المثمر و التقدم الفالح ، و عندما يقترن القول بالعمل ، ينجبان صبياً ،ر يسميانه الصدق . و عندما يقترن القول بالعمل ، يرزقان بنتاً ، يسميانها الوفاء ، و يلعب الجميع لعبة أظنها الحرية.
عطاء الله للمؤمنين
منح الله المؤمنين المزيد من ألطافه و فضله ، وقد وعدهم سبحانه بالجنة. قال تعالى: ( وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) ، (
.
الله أكبر ما أروع و أمتع و أفضل هذا الوعد الجميل و الجليل!! ، و تحدث الإمام الباقر (عليه السلام) عن العطاء الذي أفاضه تعالى عليهم بقوله : ( إن الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه ، و الفلج في الآخرة ، و المهابة في صدور العالمين) ، (9) .
هذه بعض أحاديثه (عليه السلام) في الإيمان ، و هي على سبيل الذكر لا الحصر.
-------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- شذرات الذهب ج1 ص149.
2- الخصال ص101.
3- صفة الصوفة ج2 ص61.
4- سورة التوبة، الآية 112.
5- تحف العقول ص 297.
6- سورة الحجرات، الآية 14.
7- تحف العقول ص297.
8- سورة التوبة، الآية 72.
9