اذا كان الله موجودا في كل مكان لماذا نرفع ايدينا الى السماء ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة والأخوات الكرام

إذا كان الله موجودا في كل مكان ، فما هي الحكمة من رفع اليد إلى السماء حين الدعاء ؟

أقول : إنها جهة العلو ليس إلا ، وإلا فان الله تعالى قال : ( فينما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115.

وهو سبحانه وتعالى لايحده مكان ولاتحده جهة على الإطلاق ، بل أن توجهنا إليه إن كان من باب تحديد مكانه أو جهته المادية فهو محرم أكيدا .

فالسماء جهة علو ، وجهة نزول الخير كما يعبرون ، وكما يقال : ( خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد ) فكلها قرائن تعطي للإنسان الإحساس والشعور بالتوجه إلى ما هو أعلى منه ، وهي السماء ، بل أن السماء تعني السمو والرفعة وهي أيضا ما دعت رفع اليد إلى السماء مضافا إلى أنها صارت وبمرور الزمن فعل متشرعي قام به حتى المعصومون سلام الله عليهم أجمعين .

وليس معناه انحصار الدعاء برفع اليد إلى السماء ن بل الكثير من موارد الدعاء والتهجد تكون على شكل سجود أو ركوع أو ما يكون بعد الصلوات من تعقيب ونحن جالسين ، بل أن موارد الدعاء والذكر والتسبيح تكون حتى أثناء الاضطجاع وغيرها ، الم نقرا قوله تعالى : ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران 191 .

ونسألكم الدعاء

هبة الله شرف الدين