ايُّها السجادً قًل لي
كيفَ شاهدتَ أخي فوقَ الرمال
صفهُ لي في ايِّ حال
أتُرى واروهُ حقاً
أم تُرى ظلّتلهُ تلكَ سماء الله في شكل الغطاء
آهِ مِن هذا الهواء
يبنَ أُمي أجمعتَ الخنصر المبتور يا روح السماء
أجمعتَ القطعَ الهاربة من صدرة حينَ دنت منهُ الخيول
أرأيتَ السهم أين
وصرختَ يا حُسين
أرأيتَ الراسَ أين
وصرختَ يا حُسين
أرأيتَ الشّفتين
وصرختَ ياحُسين
....
عمّتي صبراً دعيني
أشرحُ بعض الذي دار هُناك
أعلمي أنّي وصلتُ
وعلى الأرض ارتباك
جابِرٌ كانَ هُناكَ
معهُ بعضٌ مِنَ القومِ يواسونَ الهلاك
فتخفّوا ظنهم أنّي رقيبٌ
مادروا أنّي ملآك
قُلتُ كلا لا تخافوا
إنني زينُ العباد
فبكى جابِرُ دمّاً
وبكت كُلُّ العباد
حفرَ القومُ قبوراً
وزّعوها في الوهاد
ومشيتُ كي أواري
جسد السبط بهاتيكَ البلاد
إنما قلبي سيبقى
دامياً حتى المعاد
فأبي لم أدري حقاً
كيفَ آتيهِ فصحتُ
واحسيناً واحسيناً واحُسين
أبتي كيفَ أواريكَ أجبني يا أبي
وأنا لا أبصرُ فيكَ عِظاماً قد بقت تتصِلُ
فإذا كفي تركتُ تحتكَ
سقط الباقي على أرض الطفوف
حائرٌ يا أبتي حتى اهتديتُ للرداء
فجمعتُ القِطعَ في بُردة
قطعة القلب اللتي قد لصقت بالسهم قد جئتُ بها
وكذا الخنصر والباقي الذي مِنكَ انفصل
إنما ياأبتي راسُكَ في عالي السنان
أيُها الوالدُ نم في راحة
فلقد واريتُ أعمامي وباقي أخوتي
وسأمضي لليتامى يا أبي
فسُكينة أنا خلفتُ هُناكَ تندِبُ
وتركتُ بينَ هاتيكَ اليتامى عمّتي