1-الاستسلام للمشيئة الإلهية ، وهي التي عبر عنها الحسين ـ حينما سأله عن ذلك ـ بقوله : [ شاء الله أن يراهن سبايا ] .
2 ـ لولا النساء والأطفال لماعت قضية الحسين ولانتهت ولاستطاع كتاب البلاط الأموي أن يلقوا عليها ظلالاً كثيفة من التعتيم والتوهين وتقليل الشأن . فلنفرض أن الحسين قاتل مع أصحابه الجيش الأموي ، فما الذي سيحصل ؟ سيقول عملاء الدولة الأموية أن الجيشين اقتتلا بأرض كربلاء وأن النصر كان لجيش يزيد ، وما حصل من قتل وخلافه فهذه معركة وكل شيء جائز فيها ، ولو انتصر الحسين وأصحابه فعلوا بنا مثل ما فعلنا بهم . وقد عبر عن ذلك أحد العملاء عندما قال له صاحبه : كيف فعلتم بالحسين ما فعلتم وهم عدة قليلة ؟ فأجاب :][ عضضت بالجندل ، ثارت علينا عصابة ، أيديها على مقابض سيوفها ، لا ترتضي بغير الموت بدلا ، ولو لم نقاتلهم لأفنونا عن آخرنا ] . هذا هو التصريح الرسمي للدولة . ولكن عندما تقول لمثل هذا القائل : فهمنا أنكم كنتم تدافعون عن أنفسكم أمام عصابة لا تقبل إلا بالموت ، فما ذنب الأطفال والنساء يقتلون ويحرمون من الماء ؟ وما ذنب النساء والأطفال ينهبون ويسبون ويطاف بهم من بلد إلى بلد وهم آل بيت رسول الله ، أو على الأقل هم مسلمون ولا ذنب لهم فيما أتاه رجالهم ؟ . فإذا كان للرجال ذنب فما ذنب الصغار والنساء ؟ هل هم أيضاً عصابة أيديها على مقابض سيوفها أم أجساد كانت ترتعش وتتصارخ من الظمأ والجوع نتيجة الحصار الذي فرضتموه عليهم ؟ . ترى هل يملك هذا البوق جوابا ؟ .
وعليكِ خزيٌ يا أميةُ دائمٌ ... يبقى ، كما في النار دام بقاكِ
فلقـد حملت مـن الأثام جهالـة ... مـا عنه ضـاق لمن دَعاكِ دُعاكِ
هلاَّ صفحت عن الحسين ورهطه ... صفح الوصيِّ أبيه عن آباكِ
وعففتِ يوم الطف عفةَ جدَّهِ المبعوثُ يوم الفتح عن طُلَقَاكِ !!
أفَهَل يدٌ سلبت إماءكِ مثلما ... سلبت كريماتِ الحسين يداكِ
أم هل برزن بفتح مكةَ حسراً ... كنسائه يوم الطفوف نساكِ
3 ـ إن للنساء دور لابد أن يؤدينه في حركة الحسين عليه السلام وهو مقارعة الطغاة والظالمين وتبيان الحقيقة للناس التي حاولت الدولة ـ عبر إعلامها ـ تحريفها وتغييرها وطمسها من خلال رفع شعار : [ أن هؤلاء خوارج خرجوا على الأمير ] . وكان الكثير من الخاضعين لإعلام الدولة ـ كما هو اليوم ـ يصدقون ما تعلنه . وقد تغير الوضع فعلاً نتيجة هذا الدور العظيم . فبمجرد أن تقول إحدى النساء أنها من بيت الرسول ، حفيدته أو ابنة حفيده تتفتح أعين الناس . وفي الحقيقة قام الإمام السجاد والعقيلة زينب بالدور الأعظم الذي خدم قضية الحين ونهضته . ولذلك اضطر يزيد بالمسارعة لإعادتهم للمدينة المنورت لأنه استشعر غضب الناس عليه وتأسفهم على مناصرته.
4 ـ وجود النساء والأطفال أثبت أن الدولة الأموية مجردة من كل مفاهيم الدين الإسلامي التي تحرم الاعتداء على النساء والأطفال أو مسهم بسوء في الحرب . ومجردة من القيم الإنسانية التي تتماشى وفطرة الإنسان التي تقول : لا يجوز الاعتداء على الضعيف وغير المحارب . ومجردة حتى من القيم العربية الجاهلية الأصيلة التي ترفض الاعتداء على النساء والأطفال .
وفي الواقع لو كانت الدولة الأموية رشيدة وعاقلة وتتفكر في عواقب الأمور لفعلت عكس ما فعلت ، ولأكرمت النساء وأرجعتهن إلى المدينة مباشرة بعد مقتل الحسين معززات مكرمات دون أن يمسهن سوء ثم أعقبت ذلك بتأسفها على مقتل الحسين وقالت أن القضية بينها وبينه لا تعدو كونها مجرد خروج خارج يطلب الملك ولابد من مقاومته ، وهي لذلك لما انتصرت عليه لم تؤذ أهله ولم تسئ إليهم ، بل حفظت القرابة التي بينها وبينه فأحسنت إليهم . ولكن هيهات ذلك وهو [ حقد قديم وشجت عليه أصولكم ] ..
5 ـ خوف الحسين من قيام عملاء الدولة الأموية بالقبض على النساء والأطفال لاستعمالهم كورقة ضغط عليه حَمَلَه على أخذهم معه حتى يطمئن من هذا الجانب ، وحتى لا ينشغل فكره عليهم طوال مراحل حركته ، وحتى لا يمنعوهن من القيام بالدور المرسوم لهن من الله .
6 ـ والحسين حمل معه النساء ليعلم الجميع أنه يمكن أن يكون للنساء دور فعال في حركة الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس مكانهن البيت فقط . فقد خطت نساء أهل البيت الطريق للمرأة المسلمة لكي تكون مشاركة بفعالية في درب التضحية والعطاء . ومن هنا تجد المرأة الشيعية الموالية للزهراء وزينب وأم كلثوم والرباب وسكينة وغيرهن تتخذ منهن قدوة وتشارك في العطاء الجهادي وتصبر على الأذى والعذاب كما صبرن سلام الله عليهن . ولعل في ما قامت به المرأة الموالية إلا نماذج عصرية ظاهرة للعيان للإقتداء بأولئك الطاهرات من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
السلام على الحسين
وعلى علي ابن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين