اسمها وكنيتها ونسبها :
السيّدة أُم العباس ، فاطمة بنت حزام بن خالد العامرية الكلابية ، المعروفة بأُم البنين .
لقبها :
لقّبها الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأُم البنين ، لمّا التمست منه أن يلقّبها بلقب يناديها به ، ولا يناديها باسمها ، لئلا يتذكّر الحسنان ( عليهما السلام ) أُمَّهما فاطمة ( عليها السلام ) يوم كان يناديها في الدار .
أخلاقها :
كانت السيّدة أُم البنين تحمل نفساً حرّةً عفيفةً طاهرة ، وقلباً زكياً سليماً ، وكانت مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد ، فكانت فصيحة بليغةً ورعة ، ذات زهدٍ وتقىً وعبادة ، ومن العارفات بحقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأن تكون زوجة الإمام علي ( عليه السلام ) .
زواجها :
أراد الإمام علي ( عليه السلام ) أن يتزوّج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام ، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية ، ولهذا طلب ( عليه السلام ) من أخيه عقيل ـ وكان نسّابة عارفاً بأخبار العرب ـ أن يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة ، فأجابه عقيل قائلاً : ( أخي ، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية ، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ) .
ثمّ مضى عقيلُ إلى بيت حزام خاطباً ابنته ، فلمّا سمع حزام ذلك فرح كثيراً ، إذ يصاهر ابنَ عمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومَن ينكر علياً ( عليه السلام ) وفضائله ، وهو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة ، فذهب إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة ، فعاد وهو يبشّره بالرضا والقبول .
مهرها :
كان الزواج المبارك على مهرٍ سَنّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في زوجاته وابنته فاطمة ( عليها السلام ) ، وهو خمسمائة درهم .
أولادها :
أنجبت السيّدة أُم البنين أربعة أولاد : أبو الفضل العباس وهو أكبرهم ، وعبد الله ، وجعفر وعثمان .
شفقتها :
كانت السيّدة أُم البنين شفيقة على أولاد الزهراء ( عليها السلام ) ، وعنايتها بهم كانت أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة ـ العباس وأخوته ( عليهم السلام ) ـ بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه .
ندبتها :
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كانت أُم البنين تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يستمعون منها ... ) .
وكانت تقول في رثاء أولادها الأربعة :
لا تدعوني ويك أُم البنين ** تذكّريني بليوث العرين
كانت بنون لي أُدعى بهم ** واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى ** قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلاءهم ** فكلّهم أمسى صريعاً طعين
يا ليت شعري كما أخبروا ** بأنّ عباساً قطيع اليمين
وفاتها :
توفّيت السيّدة أُم البنين ( عليها السلام ) في الثالث عشر من جمادى الثانية 64 هـ بالمدينة المنوّرة ، ودفنت في مقبرة البقيع .
ـــــــــ