" بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (
"
الميزان في تفسير القرآن :
توبيخ شديد للناس على تلهيهم بالتكاثر في الأموال و الأولاد و الأعضاء و غفلتهم عما وراءه من تبعة الخسران و العذاب، و تهديد بأنهم سوف يعلمون و يرون ذلك و يسألون عن هذه النعم التي أوتوها ليشكروا فتلهوا بها و بدلوا نعمة الله كفرا.
قوله تعالى: «ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر» قال في المفردات،: اللهو ما يشغل الإنسان عما يعنيه و يهمه.
فالمعنى على ما يعطيه السياق شغلكم التكاثر في متاع الدنيا و زينتها و التسابق في تكثير العدة و العدة عما يهمكم و هو ذكر الله حتى لقيتم الموت فعمتكم الغفلة مدى حياتكم.
********
يغط الناس في سبات عميق ، سبات بلا شخير أو احلام مزعجة ، بل افكار وهواجس لا أساس لها ، كل يجري لمصلحة له ..
يتراكض الجميع حوله طلباً بما عنده .. حتى ليكاد أن يتغلب الوهم على حياة البشر .. بسببه ..
تراكضوا حوله و نسوا أموراً أكثر أهمية منه ... فطبع على قلوبهم ..
.
حتى انفلت زمام الأمور .. إلى بحث عن المال للتكاثر، و بحث عن الولد للتكاثر .. و بحث و بحث و بحث و ..... للتكاثر فقط ..
* لم صوت الدنيا و ضجيجها قوي بالنسبة للآخرة .. رغم أن النعيم كله في الآخرة ؟
* كيف يصد " التكاثر " عن ذكر الله رغم ان الإنسان بإمكانه ذكر الله بالتكاثر ؟؟
* اللهو بمعنى الإنشغال و عدم الانتباه لأمور أهم و الآية فيها تقدرير إخباري و وعيد شديد ... فلم لا يعود الناس لرشدهم بعد قراءة هذه الآية ؟
و أقول في النهاية : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " الإمام علي عليه السلام ..