بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
لماذا لا تصوم ؟ سؤالٌ كثُرت اجاباته .اتيت هنا على ذكر بعض الاجابات على هذا السؤال مع الردّ عليها لعل البعض يجد ضالته ويغلب شيطانه ويرضى الرحمن!
لماذا لا تصوم؟
ولماذا الصوم اصلاً
الصوم هو احد فروع الدين والتي هي مجموعة من الأحكام الدينية التي شُرِّعت لتوجيه سلوك الإنسان العملي و العبادي و تنظيم حياته الفردية و الاجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و صلاحه.ويقول الله في كتابه الكريم :"يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"اذن فالصيام لم يُفرض فقط على المسلمين انما كان مفروضاًعلى الامم السابقة ايضا والسبب كما هو مذكور "لعلكم تتقون" اي أن بالصيام يزداد الانسان ايمانا وتُقى اضافة الى ما يحمله الصيام من روحانية تجذب الصائم الى ربه. والصيام كما هو مفروض هو الامتناع عن الطعام والشراب بشكل اساسي وهناك ايضا بعض الامور الاخرى التي تُعد من المفطرات او التي لا تليق بالصائم وخاصة في شهر رمضان كالاحتيال او الكذب او الذهاب الى الحفلات الراقصة وغيرها مما يتنافى وطبيعة المؤمن الذي يبغي القرب من ربه . وعن الصوم يقول تعالى في الحديث القدسي : "الصوم لي وانا اجزي عليه " مما يُبرز اهمية الصوم اكثر واكثر في حياة المسلم وهنا احب ان اورد بعض الاحاديث المنقولة عن رسول الله (ص) والتي تتناول موضوع الصيام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: للصائم فرحتان: حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل.
والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك. "
" قال رسول الله (ص)ألا أخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه. "
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام."
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما. " .
احس بالجوع ولا استطيع الصوم يوم كامل
من الطبيعي ان تحس بالجوع عندما تمنع نفسك من الطعام والشراب وخاصة اذا كان الصيام بعد فترة طويلة لم تعتد فيها الصوم كصيام شهر واحد في السنة من اصل اثني عشر شهراً .والاحساس بالجوع هو احد الاسباب الرئيسية للصوم وذلك لكي يشعر المسلم باخيه الفقير المحتاج ولكي يعيش الغني ما يعيشه الفقير من حالات الجوع والعطش وما يرافق ذلك من آلام في البطن او الرأس او الارهاق والغثيان وما الى هنالك من عوارض يمكن ان يشعربها الصائم في بدايات صومه وكل هذا يولِّد لديه الاحساس بحالة المحتاج فيهبّ لمساعدة الفقير الجائع كما وانه بات يقدر اكثر قيمة ما انعم الله تعالى عليه من مال وسعة في الحال فلا يُبذر ولا يضيّع امواله سدىً ولا يرمي الطعام ويشكر النعمة.وهنا لا بدّ من التذكير بالحديث الذي يحثنا على ان نتذكر بجوعنا وعطشنا في شهر رمضان جوع يوم القيامة وعطشه ,فكلما احسسنا بالجوع علينا ان نتذكر ان هذا الجوع لا يوازي شيئاًامام جوع يوم القيامة كما انه لا يجب ان ننسى انه كلما كان الصوم او العبادة اصعب كلما عظم الاجر وكبر اكثر وخاصة اذا كان عملنا مخلصا لله وقربة اليه.كلمة اخيرة ربما من الافضل لو انك تعوِّد نفسك على صوم التطوع ويمكنك الافطار متى احسست انك لم تعد تقوى على تكملة اليوم وشيئا فشئيا سيكسب بدنك القوة لمقاومة الجوع وعوارضه فتكون بذلك متهيئاً لصيام شهر رمضان ان شاء الله.
طبيعة عملي تمنعني من الصوم
اذن عليك ان تختار امّا ان تعمل للدنيا الفانية واما ان تعمل للآخرة الباقية !! ولو انّه في الدنيا غالباً ما تجد من يعينك او يمدّ لك يد العون لكنّ الحال يوم القيامة مخالف تماماّ فلا احد يابه لك اصلاً او لما تعانيه فلا تدع عملك وانشغالك في الدنيا يجران بك الى الهاوية ويجلبان عليك سخط الله .فهناك دائماً حلول بالنسبة لطبيعة العمل حتى لو اضطرت ان تغّير مكان عملك قربة الى الله وسعيا في ان تطيع اوامره وتصوم شهره فهو اذن لن يخذلك ابداً وسيرزقك افضل مما كان لديك فهو الرزاق وليس ربّ عملك ! كما وانك تستطيع ان تتفق مع ربّ العمل ان يقلل لك من ساعات العمل اويخفف من وتيرة العمل والضغط عليك .ولعل التفكير في العمل العبادي يجب ان يكون في طليعة الامور التي يجب على المسلم ان يلتفت اليها عند تسلمه اي وظيفة كانت فينتبه الى توفر المكان المناسب للصلاة بالاتفاق مع ربّ العمل طبعا وكذلك ينتبه الى امكانية تحمله صيام شهر رمضان في اجواء تلك الوظيفة.
كنت اصوم وانا صغير ثم توقفت بسبب طبيعة الحياة
لا تكون الحياة طبيعية الّا اذا ازدادت المسؤوليات كلما ازداد العمر وازدادت معه المشاغل والمصاعب ولذلك مقارنة مع صغير السن فان البالغ يتمتع ببنية اقوى وقوة بصيرة اقوى وتفكير اقوم بما يتناسب مع متطلبات حياته وبما يواكب نموه وتطوره وكما انك استطعت الصوم في صغرك فلا مانع من ان تصوم اليوم مع ما كسبت من مؤهلات وامكانيات تناسب عمرك .كما ان الصوم هو من الواجبات المفروضة عليك وليس من المستحبات ان شئت قبلت و ان شئت رفضت فلا تجعل الدنيا تؤثّر على آخرتك واعمل لآخرتك كما تعمل لدنياك ولا تنغمس في مستنقعات الدنيا وتعلق في شراك هواهاولا تنسَ ابداً الاستعانة بالله في جميع احوالك واطلب منه الهداية والعون على عبادته وطاعته.
.