ملامح النمو اللغوي لطفل ما قبل المدرسة ما يلي:
أولاً: في سن الرابعة يعرف الطفل أسماء الألوان الشائعة ويستخدم أربعة حروف جر، ويستطيع أن يقول ما تفعله الحيوانات والطيور، ويسمي الأشياء العامة في الصور، ويمكن أن يعيد ثلاثة أرقام بعد سماعها أما في عمر الخامسة فأكثر فإنه يستخدم الأوصاف بسهولة مثل: طويل وجميل وبارد ويعرف الصفات الشائعة ويعرف متى يقول:من فضلك، أشكرك، أما الجمل من حيث عدد الكلمات فتتسع مع الوقت وتكون في أول المرحلة في أغلب الأوقات حوالي ( 3_4) كلمات وفي انتهاء المرحلة تمتد الجملة أحياناً ( 6 _ 7 ) كلمات للفكرة الواحدة.
وتتركب من مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل وبعض المتعلقات والجملة عموما مفيدة وتامة وتوجد فيها حروف الجر ويستخدم فيها الطفل أيضا بعض المشتقات.
ثانياً: تتمثل خصائص نمو الفهم اللغوي في هذه المرحلة في زادة المفردات التي يستخدمها الطفل، ويرجع ذلك إلى فضول الطفل وحب استطلاعه وكثرة أسئلته حيث يكون متوسط طول الجملة في عامه الخامس خمس كلمات في حين يتمكن بعض الأطفال من استخدام جمل أكثر طولاً وتعقيداً تبعاً لمستوياتهم العقلية المختلفة، ومن مظاهره أيضاً نزوع التعبير اللغوي نحو الوضوح ودقة التعبير وتحسن النطق وزيادة الفهم واختفاء الكلام الطفو لي مثل: الجمل الناقصة والإبدال واللثغة، كما يزداد فهم الطفل لكلام الآخرين وتبادل الحديث مع الكبار، ويصف الصور وصفاً بسيطاً والإجابة على الأسئلة التي تتطلب إدراك علاقة
وفي سن الخامسة تصدر عنه جمل كاملة تشمل كأجزاء الكلام، وفي السادسة يعرف معاني الأرقام ومعاني الأزمنة كالصباح وبعد الظهر والمساء والصيف والشتاء.
ويمر التعبير اللغوي في مرحلة ما قبل المدرسة بمرحلتين
مرحلة الجملة القصيرة في العام الثالث وتكون الجملة مفيدة بسيطة تتكون من 3- 4 كلمات وتكون سليمة من الناحية اللغوية الوظيفية أي أنها تؤدي المعنى على رغم أنها غير صحيحة من ناحية التركيب اللغوي.
ومرحلة الجملة الكاملة في العام الرابع وتتكون من 4-6كلمات وتتميز بأنها جملة مفيدة تامة الأجزاء أكثر تعقيداً ودقة في التعبير، أما الكلام في نهاية المرحلة فيكون فكرياً أكثر من كونه حركياً وتزداد صفة التجريد ويظهر التعميم القائم على التوسط ويتضح معنى الحسن والرد، في حين ينجح الطفل في فهم الكلمات والجمل بقدر أكبر من تمكنه من استخدامها ولكن غالباً ما يفهمها بشكل خاطئ.
ثالثاً: يأتي دور الصور والتمثيل في نمو الفهم اللغوي أو الحصيلة الغوية المفهومة لطفل ما قبل المدرسة حيث أن اللغة التي بتكلمها الطفل تنمو وتتطور تدريجياً من خلال أشكالها الرئيسية ( المنولوج – الحوار – المحادثة ) وخاصة إذا كانت نابعة من النشاط الذي يقوم به الطفل من لعب ونحوه أو من الحياة داخل بيئة هادئة مشجعة كالأسرة أو الحضانة أو الروضة إذا ما كانوا على مستوى الدور التربوي الذي يقومون به.
وتؤكد د باولينا كرجومارد أهمية استخدام الصور في التنمية اللغة المنطوقة والغة المفهومة لدى طفل ما قبل المدرسة بقولها ( إن الصور هي الأخرى تساعدنا على أن نأخذ بيد الطفل نحو الكلام وفهمه، فعندما يختار ويرى ويتأمل في صور أحد الكروت أو أحد الكتب أو المجالات أو البطاقات المصورة ويعلق على هذه الصور فإنه بذلك يكون إيجابياً، إذ يلاحظ ويفكر ويتكلم ويسمع نفسه أو يسمع الآخرين ولذا فهي تسمح بتكامل اللغتين معاً: لغة الصور ولغة الكلام. ومن ثم فهي تسمح بتأمل هذا الشكل أو ذلك، بالإضافة إلى فهم ما يراد من الصورة واستيعاب الرسالة ( المعنى ) الذي تتضمنه على أن تكون الصورة المعروضة على الطفل كما ذكرت كارجومارد غاية في البساطة.
وكما يميل الطفل على الصور يميل إلى التمثيل الذي يكشف من خلاله عن عالمه الخاص، وغالباً ما ينطق إلى الاتصال بالآخرين مقلداً أعمال الأم المنزلية أو مهنة الأب أو الحلاق أو الطبيب أو مقلداً نباح الكلب أو مواء القطة أو تمثيل دور رجل الشرطة.
والسبب الثاني الذي يحبب التمثيل إلى الطفل هو العلاقة الموجودة بين أي عمل تمثيلي الذي يعد أساس كل إبداع لدى الصغار يعبرون به عن حياتهم الخاصة ومكنونات أنفسهم عن طريق لغات متعددة مثل الحركات والإشارات وتعبيرات الوجه والكلمات والعبارات.
وتكون الأغنية عاملاً على تكوين الطفل اجتماعيا وأخلاقياً إذا ما اختارتها المعلمة ولفتها بطريقة تربوية سليمة فإن معينها لا ينضب ولن تنتهي بمجرد إلقائها لأن الأطفال يكررونها ويرددونها ويعدلون في كلماتها بل ويمثلونها بالحركة أو الرسم.
وقد ثبتت الدراسات إن استخدام اللغة الفصيحة والكلمات المحسوسة أكثر من اللغة العامية والكلمات المجردة وذلك لأن الطفل أول ما يتعلم الحديث يبدأ بما تقع عليه حواسه، أما الكلمات المجردة فيصعب على طفل فهمها
وان النمو اللغوي والفهم اللغوي عند الإناث يكون أسرع وذلك فيما يتصل بعدد المفردات وطول الجمل والفهم
كما أثبتت الدراسات أن اللعب الخيالي له تأثير على النمو اللغوي والفهم اللغوي للطفل في مرحلة ما قبل المدرسة كما توجد علاقة موجبة بين نمو مهارات فهم اللغة للأطفال وإنجازهم القرائي .
كما أثبتت الدراسات إن وجود مكتبة تتوافر فيها الكتب الملونة والقصص المصورة والأشرطة والاسطوانات المسجل عليها القصص والأغاني والأناشيد وأفلام الأطفال ومسرحيات تساعد الأطفال على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة وتزودهم بمحصول لغوي وتنمي قدرتهم على الفهم وتؤثر المكتبة على جميع جوانب سلوكهم وشخصياتهم.
إن النمو اللغوي يسبق النمو القرائي، فالطفل يستطيع أن يصغي إلى اللغة التي يتكلم بها من يحيطون به، ويكوّن فكرة عما يقصدونه،
وذلك تبعاً للمواقف التي يستمع بها إلى كلمات معينة، سواء قام أحد بتعليمه أم لم يقم، فكما هو معروف تسبق مرحلة الفهم مرحلة الكلام عند الطفل، والكلام مهارة من مهارات اللغة الأساسية يستعمل فيها الإنسان الكلمات للتعبير عن أفكاره، فهو مزيج من التفكير والإدراك والنشاط الحركي. والاستعداد للكلام فطري، أما اللغة فهي مكتسبة، وهي ملكة اختص بها الإنسان وحده دون سائر المخلوقات، إنها أهم وسائل الاتصال الاجتماعي والعقلي، ومظهر من مظاهر النمو العقلي .
ولا شك أن رياض الأطفال تعمل جاهدة على تحقيق الاتصال بهذا الطفل فيما بين الرابعة والسادسة من عالمه المحيط به، من خلال الأنشطة الحركية واللعب المتنوع وعن طريق اللغة المحببة إليه وإلى وجدانه. كما أن لها وظيفة جمالية، فالطفل يستمتع بأصوات الكلمات، ويسر من النغمات المصاحبة لاستعماله اللغة، كنشيدة من الأناشيد أو تمثيلية فيها جمل وعبارات يقوم الطفل بتردادها استمتاعاً بها، وصوت المعلمة في حنانه يجذب الطفل، فجمال اللغة بالنسبة للطفل يتجلى في أثناء قراءة المعلمة أمامه ومن أجله قصة، وتقوم المعلمة هنا بدور مهم، ألا وهو ربط الطفل باللغة المسموعة مما يجعله ميالا إليها ومحبا لها، كما أن للغة وظيفة نفسية، فإذا استخدمت اللغة مع الطفل على أنها أداة للتعبير عما يدور في النفس. كان معنى هذا زيادة حصيلته اللغوية التي تمكنه من الانطلاق والحرية في تعبيره، وفي هذا إشباع للطفل، وشعور بالأمن والطمأنينة. كذلك تستخدم اللغة في ضبط مشاعر الأطفال .