اسم الشاعر : - ابن الرومي
اسم القصيدة : - يا أخي أين ريع ذاك اللقاء
بحر القصيدة : - البحر الخفيف
أَيْنَ ما كانَ بينَنا مِنْ صفاءِ
يا أخي أينَ ريْعُ ذاكَ اللّقاءِ
1
أَنَّكَ المخْلِصُ الصّحيحُ الإخاءِ
أَيْنَ مِصْداقُ شاهدٍ كانَ يَحكي
2
غُطّيَتْ بُرْهةً بُحسْنِ اللِّقاءِ
كشفَتْ مِنْكَ حاجتي هَنَواتٍ
3
أسيءُ الظُنونَ بالأصدقاءِ
تركتني و لم أكنْ سَيّءَ الظَّنِّ
4
ربَّ شَوْهاء في حَشَا حَسْناءِ
قُلْتُ لمّا بَدَتْ لعيْنَي شُنْعاً
5
فثَوْيتُنَّ تحتَ ذاكَ الغِطاءِ
ليتْنَي ما هتكْتُ عنكُنَّ سِتْراً
6
عَنْكَ ظلماءُ شبهةٍ قتْماءِ
قُلُنَ لولا انكشافُنا ما تَجَلّتْ
7
ـكَ فأوسْعتنا من الازْدراءِ
كنْتَ في شُبْهةٍ فزالت بنا عَنْـ
8
أنَّهُ الدَّهْرَ كامِنُ الأَدْواءِ
ليْس في الحقِّ أَنْ تَوَدَّ لخِلٍّ
9
ءِ لأُسُّ الشفاءِ قبل الشفاء
إنَّ بَحْثَ الطبِيبِ عن داءِ ذي الدّا
10
ـيكَ حظّاً كسائرِ البخلاءِ
يا أخي ، هَبْكَ لم تَهَبْ ليَ منْ سَعْـ
11
فيهِ للنفسِ راحةٌ من عَناءِ
أَفلا كانَ منكَ ردٌ جميلٌ
12
ـوَةَ حتى يظلَّ كالعَشْواءِ
أَجَزاءُ الصديقِ إيطاؤُهُ العَشْـ
13
ـيكَ دونَ الصّحابِ و الشَّفَعاءِ
تاركاً سَعَيَهُ اتّكالاً على سَعْـ
14
ـيَلَ حتى هَراقَ ما في السِّقاءِ
كالذي غَرّهُ السَّرابُ بما خَيْـ
15
هُ لدهري قَطَعْتَ مَتْنَ الرّجاءِ
يا أَبَاْ القَاْسِمِ الذّي كُنْتُ أرجو
16
يَ غروراً ، وُقِيتَ سوءَ الجَزَاْءِ
لا أُجازيكَ مِنْ غرورِكَ إيّا
17
كَ لبُخْلٍ عليكَ بالإغضاءِ
بَلْ أرى صِدْقَكَ الحديثَ و ماذا
18
غَضٌّ أَجْفَاْنِها على الأَقْذاءِ
أَنْتَ عَيْني و ليسَ من حقِّ عَيْني
19
بِهِمَاْ كُلَّ خَلَّةٍ عَوْجاءِ
دونَكَ الكشْفَ و العِتابَ فَقَوِّمْ
20
فَتَتَبَّعْ نِقابَهُ بالهناءِ
و إِذا مَاْ بَدَاْ لَكَ العُرُّ يوماً
21
يَحُلُّ الفَتَى ذُرا العَلْياءِ
ما بأَمثالِ ما أَتَيْتَ من الأَمْرِ
22
سِ و لا يشتري جميلَ الثناءِ
ا و لا يكسِبُ المحامِدَ في النا
23
ـتَ به من سماحةٍ و وفاءِ
لَيْسَ مَنْ حَلَّ بالمَحلِّ الذي أَنْـ
24
و أَبَى بعدَ ذاكَ بَذْلَ الغَناءِ
بَذَلَ الوَعْدَ للأخِلاءِ سمحاً
25
و يَأْبَى الإثمارَ كُلَّ الإباءِ
فَغَدَاْ كالخِلافِ يورِقُ للعَيْنِ
26
تحتَ مَخْبورِهِ دفينُ جَفاءِ
ليْسَ يرضى الصّديقُ منْكَ بِبِشْرٍ
27
و الظَّرفِ و الحِجا و الدَّهاءِ
يا أخي ، يا أخا الدَّماثَةِ و الرِّقَّة
28
و الظَّرفِ و الحِجا و الدَّهاءِ
يا أخي ، يا أخا الدَّماثَةِ و الرِّقَّةِ
29
خلفَ خمسينَ ضَرْبةً في وحاء
أَتَرى الضَّربةَ التي هي غَيْبٌ
30
غيرَ ذي فترةٍ و لا إبْطاء
ثاقِبَ الرأْيِ نافذَ الفكرِ فيها
31
نَ على ظهرِ آلةٍ حَدْباءِ
و يُلاقيكَ سَبْعةٌ فيظِلُّو
32
بالصناديدِ أَيَّما إِلواءِ
تَهْزُمُ الجَمْعَ أَوْحدياً و تُلْوي
33
أَخْذُكَ اللاعبينَ بالبأْساءِ
رُبَّما هالَني و حيَّرَ عَقْلي
34
و إعِصافَكَ بالأقْوياءِ و الضُّعَفَاْءِ
و احتراسُ الدُّهاةِ مِنْكَ
35
هُنَّ أَخَفىَ من مُسْتَسِرِّ الهَبَاءِ
عن تدابيركَ اللِّطافِ اللواتي
36
أَدَّبَتْهُ عُقوبَةُ الإِفْشاءِ
بَلْ من السِّرِّ في ضَميرِ مُحِبٍّ
37
مِ حروباً دوائرَ الأَرْحاءِ
فَإِخالُ الذي تديرُ على القَوْ
38
نَ مَنَاْيَاْ وشيكةَ الإرْداءِ
و أَظُنُّ افتراسَكَ القِرْنَ فالقِرْ
39
ـمَرِ أرضٌ عَلَلْتها بدماءِ
و أرى أَنَّ رُقْعةَ الأَدَمِ الأَحْـ
40
من دبيب الغذاءِ في الأَعْضاءِ
لَكَ مَكْرٌ يَدِبُّ في القَوْمِ أَخْفى
41
اسم الشاعر :