التفضيل

موضوع: التفضيل الأحد يناير 24, 2010 11:35 pm

[
التفضيل
[/size][

الجزء الأول

تتعلق هذه المقالة بأفضلية بني إسرائيل على سواهم ممن سكنوا الأرض قبلهم وبعدهم و وإزالة الملابسات الناتجة عن هذا التفضيل
قال تعالى في الآية المباركة من سورة البقرة:

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)

لدى قراءة هذه الآية يظن القارئ بأنه تم تفضيل بني إسرائيل على من سواهم ممن سكنوا الأرض من عهد النبي آدم ( أبو البشر ) والى يوم القيامة فيؤدي ذلك إلى تصديق مقولتهم بأنهم" شعب الله المختار".وعندئذ يصاب بالإحباط خاصة إذا كان مسلماً مؤمناً لأنه يعرف تاريخهم من قتلهم الأنبياء وفسادهم في الأرض ..و...و..و. ولإزالة هذا الإشكال لا بد من العودة للآية الكريمة والانتباه إلى قوله تعالى " فضلتكم" فهي مكتوبة في صيغة الماضي، مما يدل على أن الأفضلية لهم كانت على قوم سكنوا الأرض قبلهم، ومن المعروف تاريخياً أن قوم نوح(ع) هم سكان الأرض قبل بني إسرائيل.
وإذا سرنا في أرض القرآن نصادف الآية المباركة في قوله تعالى في سورة الصافات:

سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79). نلاحظ من هذه الآية :
1-أن نوح (ع) من العالمين، وهو الوحيد من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن بأنه من العالمين.
2- من المعروف أن نوح (ع) هو أول رسول من الرسل أولي العزم وهم خمسة : نوح- إبراهيم- موسى – عيسى- محمد ( سلام الله عليهم أجمعين.
3- وبالربط بين الآيتين في سورة البقرة والصافات يتبين أن التفضيل كان لبني إسرائيل على من سبقهم من السكان في الأرض ، وأن هذا التفضيل يتعلق بالمنصب الإلهي " الرسل أولو العزم وهذا مما هو معروف تاريخياً بأنه قد منّ الله على قوم نوح بأن أرسل إليهم واحد فقط من الرسل أولي العزم وهو نوح(ع) ، بينما منّ على بني إسرائيل بأن أرسل إليهم ثلاثة من الرسل أولي العزم وهم : إبراهيم – موسى – عيسى ( عليهم السلام).
وبذلك يزول الإشكال بأن التفضيل المذكور في أية سورة البقرة لم يكن المقصود منه التفضيل بين الأمم.

------انتهى الجزء الأول -----[/
b]

تتمة: الجزء الأول من هذه المقالة يتعرض لأفضلية بني إسرائيل على القوم الذين سكنوا الأرض قبلهم ، ولكن ماذا عن القوم الذين سكنوا الأرض بعدهم وما وجه التفضيل بين بني اسرائل وبينهم.

هذا ما سنتعرض له في الجزء الثاني من المقالة بإذن الله تعالى .

وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين .

والحمد لله رب العالمين.

الجزء الثاني

بعد إثبات أن التفضيل لبني إسرائيل على من َقبلهم كان بمنصب الرسل أولو العزم ، نسير في أرض القرآن كالمعتاد لنرى من هم القوم الذين سكنوا الأرض بعد بني إسرائيل وما درجة التفضيل بينهما.

قال تعالى في سورة النساء في الآية المباركة :
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
نلاحظ من الآية المباركة ما يلي:
كلمة الناس الأولى هم أتباع الرسول ( ص) يحذرونه من اجتماع المشركين عليه الثانية هم المشركون قد اجتمعوا للهجوم على الرسول (ص)، وذلك في واقعة تاريخية معروفة.
أي أن مجموعهما يشكل قوم محمد (ص) الذين عاشوا بعد بني إسرائيل وقد تم إرسال الرسول أولي العزم الأخير إليهم.
نسير ثانية في ارض القرآن لنصادف الآية المباركة من سورة البقرة :
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) .
[والآية المباركة من سورة الجمعة
قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7)

نلاحظ من الآيتين ما يلي :
-الذين هادو هم بنو اسرائل من قوله تعالى في سورة الأعراف:
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156]
إن أعلى مرتبة دينية في بني إسرائيل (أولياء لله) هي دون الناس وبالتالي دون أعلى مرتبة دينية بهم، أي دون مرتبة الخاتم (ص). وبالتالي نرى تفضيلاً للناس على بني إسرائيل.

وهكذا فإن الأقوام الثلاث وهم:
- قوم نوح من العالمين
- قوم بني إسرائيل.
- قوم محمد(ص) وهم الناس .
يشكلون سكان الأرض من آدم (ع) حتى تقوم القيامة ، ومجموعهم قد سماهم القرآن الكريم " بنو آدم" وفيهم نزلت الآية المباركة من سورة الأعراف:
يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)
وليحفظ القارئ العزيز الفقرة الخاصة ببني آدم في ذهنه للعودة إليها في المقالات القادمة.
والآن ماذا بعد الناس ( القوم الذين سكنوا الأرض في الأخير) ؟ للجواب على هذا السؤال ، لا بد من الارتفاع عن الأرض قليلاً والدخول في عالم السموات والأرض كما في قوله تعالى من سورة غافر:

لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)

نلاحظ من الآية المباركة ما يلي:
استخدام القرآن الكريم للكلمة " أكير" بدلاً من "دون" حيث الكلمة الأخيرة تعطي الأفضلية لسكان السموات والأرض على الناس وفيهم الرسول(ص) وهذا غير صحيح لأنه لا يوجد في السموات والأرض من هو أفضل من الخاتم(ص) ، فقط كلمة "أكبر" تعطي معنى الضخامة في الخلقة لا الأفضلية ، وسكانها أي السموات والأرض هم الإنس والجن كما في قوله تعالى من سورة الرحمن:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)
إن المقارنة تتم بين شيئين لهما نفس الطبيعة، فنقول مثلاً أن "زيد أطول من عمرو" ولا نقول "الجبل أطول من عمرو" أو" الزرافة أطول من عمرو"، ولعل في" السموات والأرض" سراً تجعلها قابلة للمقارنة مع الناس، ويؤكد كلامي هذا قوله تعالى في سورة الفرقان:

5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا

انتهى الجزء الثاني والأخير من المقالة

والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
والبراءة من أعدائهم واللعنة عليهم إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين

موضوع: رد: التفضيل الثلاثاء يناير 26, 2010 5:36 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

موضوع: رد: التفضيل الثلاثاء يناير 26, 2010 5:49 pm

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

بارك الله فيك

لا عدمنا مواضيعك...

موضوع: رد: التفضيل الأربعاء يناير 27, 2010 12:19 am

شكراً للأخوات "بنت جبل عامل" و"رياح الشوق" على المرور العاطر على صفحتي.
واتمنى من الاخت "بنت جبل عامل " إعادة التنسيق للمقالة باستخدام احرف كبيرة ، فلست ضليعاً في الكمبيوتر. وشكراً جزيلاً

موضوع: رد: التفضيل الخميس يناير 28, 2010 3:58 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: التفضيل الجمعة يناير 29, 2010 12:58 am

[/b]مشكورة اختي الكريمة عطر الايمان على المرور العاطر على صفحتي

موضوع: رد: التفضيل الجمعة يناير 29, 2010 8:32 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع: رد: التفضيل الجمعة يناير 29, 2010 11:21 am

مكشورة اختي الكريمة ام علي الرضا على المرور العاطر على صفحتي