الكاريكاتير الشائع عن البعض للمنوّم المغناطيسي يظهره في صورة شخص له عينان نفاذتان وساعة تتأرجح،ويتحدث بصوت
منخفض رتيب قائلاً:عيناك تتثاقلان..أنت الآن ستنام..أصبحت نائمًا..تستجيب لأوامري.وعلى الفور يستسلم الآخر للنوم!
لكن هذه الصورة لا تعبر إطلاقًا عن حقيقة وآفاق هذا الفرع المهم من العلوم النفسية،فالتنويم حالة يتم خلقها صناعيًّا تشبه
النوم..يتم فيها حصر انتباه المريض ويقظته في قصد المنوم،الذي ينقل إليه عبر الكلام ما تحتاجه هذه الحالة من علاج محدد.
فالتنويم المغناطيسي الذي ارتبط في أذهان الكثيرين بالمشعوذين كوسيلة لتحقيق أهدافهم في العروض المسرحية،ينطوي على فوائد طبية كثيرة،ويستخدم الآن في التغلب على الأام،بل وإجراء عمليات جراحية يقوم فيها بوظيفة المخدّر!
تعتبر السويد البلد الأكثر تطورًا فيما يتعلق بالتنويم المغناطيسي،حيث جرت فيها عملية بتر ساق،في أحد المستشفيات هناك،واختار المريض التنويم بدلاً من المخدر،لمعرفته بعجز جسمه عن احتمال التخدير،لذلك فضل الخضوع لعالم نفس مختص قام بإعداده عدة أيام قبل الجراحة لتسهيل تأثير التنويم.
ثم بدأت العملية الجراحية،وكان هناك فريق من خبراء التخدير للتدخل عند اللزوم،ولم تكن هناك حاجة إليهم،فقد أجريت العملية بنجاح،واستغرق المريض في نوم عميق،تحت تأثير التنويم
.